علم أحياء

عثّة أطلس، فراشة غريبة تتخفى في هيأة ثعبان، هل سمعت عنها من قبل؟

عثَّةُ الأَطْلَسِ (الاسم العلمي Attacus atlas)، حشرة عثية من عثة زحل متوطنة في غابات آسيا. يبلغ حجمها مع جناحيها ما بين 25-30 سم. يرقاتها أغزر أنواع الرتبة إنتاجًا لخيوط الأطلس، وهو نوع من الحرير.

بأجنحتها العريضة بما يكفي لتغطية طبق سفرة، تعتبر هذه العثة واحداً من أكبر الأنواع في العالم.

تكون أجنحتها ملونة بعدة درجات من اللون البني، وفيها ما يشابه النوافذ المثلثة التي تكاد تكون شفافة.

تعيش العثة العملاقة في الغابات الاستوائية، وتضع بيضها على أنواع عدة من الأشجار.

تعتبر “عثة أطلس” The Atlas moth، أو “عثة رأس الثعبان”snake head’s moth، المعروفة بالإسم العلمي Attacus atlas، إحدى الفراشات الأكبر في العالم بسبب طول أجنحتها الذي يبلغ حوالي 12 بوصة أو 30 سنتمترا، ومساحة هذه الأجنحة التي يتجاوز 62 بوصة مربعة أو حوالي 400 سنتمترا مربعا، واكتشفت هذه الفراشة للمرة الأولى في موطنها الأصلي في جنوب شرق آسيا، وجنوب الصين وتايلاند وإندونيسيا  وبالتحديد في أرخبيل الملايو (ماليزيا) ومنطقة الأناضول.

وتنتمي هذه الفراشة (العثة) إلى عائلة Saturniidae وتحتوي على أكبر أنواع الفراشات، ومع أكثر من 2300 نوعا تم التعرف عليها حول العالم، أما تسميتها بـ “عثة أطلس” فهناك تفسيران، أولهما أن على أجنحتها ما يشبه الخرائط في الأطلس، كما أن هناك من يفسر الإسم من الميثولوجيا (الأساطير) اليونانية، بأنها سميت بالأطلس تشبيها لها بالـ “تيتان” الذي حكم عليه رئيس الآلهة زيوس بحمل العالم على كتفيه كعبء وعقاب، تشبيها لها بحمل وزنها الكبير.

مقارنة باليد البشرية

استمرارية السلالة

أما عثة رأس الثعبان، فهو الإسم الصيني لهذه الفراشة، وهو مرئي بشكل واضح مع عين تشبه شكل رأس الثعبان ان نظر جانبا إلى هذه الفراشة العجيبة للحماية من الافتراس.

ومن عجائب هذه الفراشة أيضا، أنه ليس لديها فم، فإنها لا تستطيع أن تتغذى بعد خروجها من شرانقها، معتمدة على الدهون التي تغذت عليها في مراحلها الأولى، ويقتصر عملها في مرحلة البلوغ على التزاوج ووضع البيض لضمان استمرارية السلالة، ثم الموت بعد فترة من الوقت تتراوح بين أسبوع وحتى ثلاثة أسابيع من فرد أجنحتها الجميلة!

وبينما تعتبر شرانق دودة الحرير صالحة قبل خروج الفراشات منها، فإن شرانق هذه الفراشات من أنواع الحرير البني، وهي على قدر كبير من المتانة، ويستعمل هذا الحرير بعد خروج الفراشات ويسمى في الهند fagara silk، كما يستخدم هذا الحرير في تايوان لصنع محافظ للجيب.

فترة احتضان العذراء

وتفقس يرقات هذه الفراشات من بيوض توضع في أسفل الأوراق بعد حوالي اسبوعين، ولونها أبيض مخضر وكأن عليها طبقة من الغبار لتصل إلى طول 4،5 سنتمترا، ولليرقة أشواك ناعمة سمينة، وتبرز من ظهرها ومغلفة بطبقة شمعية، وفي آخر زوج من الأقدام يوجد بقعة زرقاء محمرة، لتتغذى على اشجار الحناء، privet، شجرة السماء (Ailanthus altissima)، أشجار الحمضيات، والقرفة والمانعو، وتلتهم أي نوع من الأشجار، ولكنها لا تأكل الأوراق، وتصل فترة احتضان العذراء داخل الشرانق إلى أربعة أسابيع لتفقس، وتختلف ذكور الفراشات عن الإناث بوجود هوائي مثل الريش في مقدم الرأس، كما تختلف أجنحتها فهي أكبر في الأناث، والأجنحة الأمامية على شكل نوافذ مثلثة من مواد شفافة، وكذلك الأجنحة الخلفية، وألوان الأجنحة بني محمر يشبه لونها الصدأ، مع لون أصفر فاتح، أحمر وبنفسجي وأسود وزهري.

وفي منطقة الشرق الأوسط افتتح في منطقة قونية في الأناضول التركية منتزه Kelebekler Valley في جويلية الماضي، ويحتوي على أكثر من 14 نوعا من الفراشات في حديقة استوائية مثبتة على حرارة 28 درجة مئوية، ويعيش فيها هذا النوع من الفراشات، كما تحتوي الحديقة بالإضافة إلى هذه المخلوقات الرائعة الجميلة على أكثر من 200 ألف نبات من 98 نوعا، ويستقطب الزائرين من كافة انحاء العالم.

إعداد: محمد بدر الدين

تدقيق لغوي: جمانة أبي زيد

المصدر

https://animaldiversity.org/accounts/Attacus_atlas/

ياسين خضراوي

مؤسس مبادرة الباحثون التونسيون منذ 2020، مترجم في عديد المواقع والمنظمات العالمية أمثال: TEDx، UNESCO، ومحرر ومدير في ويكيبيديا العربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى