السيلوسيبين أو الفطر السحري

شير مصطلح السيلوسيبين إلى تلك المادّة الفعالة المتواجدة في ما يُسمّى بالفطر السحريّ، وتتميّز هذه المادّة بتأثيراتها التي تتسبّب في حدوث الهلوسة وعدم التركيز، حيث أنّ هناك مجموعةً كبيرةً من أصناف المشروم والفطر التي تحتوي على هذه المادّة ذات التأثير المُهلوِس، ويتجاوز عدد هذه الأصناف المائة صنف، أيّ أنّ مصطلح الفطر السحري يشير إلى مظلّةٍ تحوي مجموعةً كبيرةً من الفطر، وبالرغم من أنّ العديد من الأشخاص كانو يستخدمون هذه الأنواع من الفطر بهدف الحصول عى تأثيراتها الذهنيّة إلّا أنّه لم يتمّ اكتشاف مادّة السيلوسيبين ومعرفة أنّها هي المسؤولة عن هذا التأثير حتى عام 1957 ميلاديّ وتمّ البدء بتصنيعها مخبريًّا بعد ذلك.
وفي عام 1970 تمّ تصنيف هذه المادّة على أنها من المواد التي تتسبّب في الإدمان من قبل جمعيّة مكافحة المخدّرات الأمريكيّة، وبالرغم من ذلك فإنّه تمّ تصنيف مادّة السيلوسيبين من قبل المؤسّسة العالميّة للغذاء والدواء على أنّها من العلاجات الخارقة لعلاج بعض الاضطرابات الذهنيّة والعصبيّة.
طرق استخدام السيلوسيبين
بشكلٍ عام فإنّ الفطر السحريّ يتشابه في منظره الخارجيّ بشكلٍ كبيرٍ أنواع الفطر السامّة التي تتسبّب في حدوث أعراضٍ مرضيّةٍ على الشخص عند تناوله وقد تؤدّي إلى وفاته، إلا أنّ الفطر السحريّ لا يتسبّب في حدوث ذلك، وعند تناول هذه الأنواع من الفطر التي تُسمّى بالفطر السحريّ فإنّ المادّة الفعالة فيه والتي تُسمّى السيلوسيبين يقوم الجسم بإدخالها عبر معادلةٍ كيميايئيّةٍ ومن ثم تحويلها إلى شكلٍ آخرٍ ومادّةٍ مُشتقّةٍ منها تُسمّى السيلوسين، إذ تعمل هذه المادّة على التأثير على الجهاز العصبيّ وبدء ظهور تأثيراتها النفسيّة والذهنيّة.
يتمّ استخدام هذا الفطر عن طريق عدّة أشكالٍ، حيث يتمّ استخدامه في بعض الأحيان طازجًا، كما أنّه من الممكن أن يتمّ طهيه ووضعه داخل أنواع الحساء أو من خلال نقعه بالماء لاستخراج هذه المواد، وفي العديد من الحالات الأخرى فإنّه يتمّ تجفيفه أو تصنيع هذه المادّة مخبريًا بهدف الإدمان عليها واستخدامها بشكلٍ مخالفٍ للقوانين، إذ من الممكن أن يتمّ وضع هذه المادّة المُجفّفة منه داخل كبسولاتٍ ليتمّ ابتلاعها، كما يُمكن أن يتمّ مزجها مع أنواعٍ أخرى من المواد الإدمانيّة التي تتسبّب في حدوث تأثيراتٍ ذهنيّةٍ مثل مستخلص نبات القنّب، أو بعض الأدوية الذهنيّة الأخرى المُصنّعة، ويتمّ استخدامها على هيئة موادّ توضع داخل السجائر بهدف تدخينها واستنشاقها، وبالرغم من أنّ استخدامه يُعدّ من التصرّفات الخاطئة ذات التأثير الإدمانيّ إلا أنّ مزجه مع أنواعٍ أخرى من المواد المُهلوسة أو الأدوية الذهنية قد يؤدّي إلى حدوث تأثيراتٍ خطيرةٍ وشديدةٍ بشكلٍ أكبر مثل حدوث نوبات الهلع، وشعور الشخص بالهلوسات السلبيّة والمخيفة.
بشكلٍ عام فإنّ استخدام السيلوسيبين في المجال الطبيّ حتى الآن لم يتمّ إقراره والموافقة عليه بشكلٍ قطعيّ ومؤكّدٍ من قبل المؤسّسة العالميّة للغذاء والدواء، ففي شهر تشرين الأول من عام 2019 تمّ وضع عقار السيلوسيبين كأحد الأدوية قيد الدراسة والتي من الممكن أن تكون من العلاجات الخارقة للسيطرة على بعض الاضطرابات الذهنيّة والتي من أهمّها اضطراب الاكتئاب، إلا أنّه وبالرغم من ذلك فإنّ الأمر ما زال قيد الدراسة وقيد إجراء الأبحاث السريريّة حول هذا الاستخدام، فبحسب نتائج العديد من الدراسات التي أجريت بهدف معرفة مدى فاعليّته فإنّه تمّ إعطاء مجموعة من المتطوّعين الأصحاء هذا العقار بجرعاتٍ متوسّطةٍ تتراواح ما بين 12 إلى 30 ميلليغرامًا منه.
وقد أسفر ذلك عن تأثير هذه المادّة على كلًا من التركيز، القدرة على الاستنتاج، والقدرة على استيعاب ما يحدث في العالم المحيط بشكلٍ سويّ مثل عدم التمييز ما بين الحلم والواقع، وزيادة الشعور بالأوهام، وعدم تقير كلٍ من الوقت والمكان، ويبدأ الشعور بهذه اتأثيرات بعد مرور 20 إلى 30 دقيقةٍ من تناوله، وقد يستمرّ التأثير في هذه الجرعات مدّةً قد تصل إلى ستّ ساعاتٍ، كما أنّ استخدام جرعاتٍ أقلّ من ذلك قد أدّى إلى إحداث تأثيراتٍ ذهنيّةٍ أيضًا إلا أنّ الاختلاف في ما بينهما كان في الفترة الزمنيّة التي استمرّ بها هذا التأثير، إذ أنّه عند استخدام هذه الجرعات القليلة لم يستمرّ تأثير هذه المادّة لفترةٍ تزيد عن الساعتين.
إعداد: إياد نصار
المصدر هنا