طب

أشهر الفيروسات التي هزت البشرية في القرن الواحد و العشرين

الفيروسات هي عوامل ممرضة صغيرة الحجم يمكن أن تصيب الكائنات الحية و التي تشمل البشر والحيوانات والنباتات والكائنات أحادية الخلية ، بما في ذلك الميكوبلازما والبكتيريا والطحالب. و على الرغم من أنها لا تصنف من الكائنات الحية إلا أنها تستخدم نوى الخلايا الحية والسيتوبلازم لتكرار نفسها وتغيير بنيتها الجينية. و تختلف الفيروسات اختلافًا كبيرًا في بنيتها و تنظيم جينوماتها و خصائصها و طرق انتقالها. و يسمى الكائن الحي الذي يستقبل الفيروس بالمضيف. تصيب بعض الفيروسات نوعًا واحدًا فقط من المضيفين في حين أن البعض الآخر يمكن أن يصيب عدة أنواع .

و يعتقد أن الفيروسات تطورت إما من الحمض النووي أو الحمض الريبي للخلايا المضيفة و بهذا طورت القدرة على التكاثر بشكل مستقل. عند الإصابة بفيروس ما يمكن ألا يكون له تأثير على المصاب لكن في بعض الأحيان يكون تأثيره قويا و يؤدي أحيانا للموت.

دعونا نلقي نظرة على ستة من أخطر الفيروسات التي وضعت العالم في حالة تأهب قصوى في القرن الحادي والعشرين.

فيروس ماربورغ

سنة 1967 ، اكتشف الباحثون في ماربورغ بألمانيا أن هناك فيروسا يسبب مرضًا عند البشر بعد أن تم تعريضه للقرود الخضراء بأوغندا. تشمل أعراض الإصابة بهذا الفيروس الحمى والصداع والتهاب الحلق والألم العضلي والألم المفصلي والقيء والإسهال. يعتقد أن الخفافيش هي المستودع الطبيعي للفيروس ، لكن هذه الفرضية لم يتم تأكيدها بعد. يصل معدل الوفاة بفيروس ماربورغ إلى 90٪ ، حيث يموت المصابون عادة إثر نزيف في الجهاز الهضمي والجلد ، وتخثر منتشر داخل الأوعية ، وقصور في الأعضاء. و إلى حد الساعة لا يوجد علاج مضاد أو لقاح لفيروس ماربورغ.

فيروس إيبولا

سمعنا جميعًا عن تفشي فيروس إيبولا بين 2014 و 2016 بغرب إفريقيا وهو أكبر تفش منذ اكتشاف الفيروس في عام 1976. و لقد تسبب في موت 11000 شخصا. لا يعرف العلماء بعد مصدر فيروس إيبولا النادر والمميت ، لكنهم يعتقدون أنه ينتقل عن طريق الحيوانات و بالخصوص خفافيش الفاكهة . يمكن للخفافيش التي تحمل الفيروس أن تنقله إلى الحيوانات الأخرى وتنقله بعد ذلك إلى البشر. كما يمكن للفيروس الانتقال من شخص لآخر عن طريق الاتصال المباشر بالدم المصاب وسوائل الجسم. يمكن أن تكون أعراض فيروس الإيبولا مفاجئة ، وتشمل الحمى والتعب وآلام العضلات والصداع والتهاب الحلق والقيء والإسهال والطفح الجلدي وضعف وظائف الكلى والكبد والنزيف الداخلي والخارجي. وتجدر الإشارة إلى أن ​​معدل الوفاة يبلغ حوالي 50٪ وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. نظرًا لعدم وجود علاج مضاد لفيروس إيبولا ، غالبًا ما يتم العلاج بالرعاية الداعمة (الإماهة بالسوائل الفموية أو الوريدية) و علاج أعراض محددة للمرض.

فيروسات هانتا

في عام 1993 ، حدث تفش لمتلازمة الرئة – الناجمة عن التعرض لفيروس هانتا – في نيو مكسيكو وأريزونا. يتبع هذا المرض الشبيه بالإنفلونزا فشل تنفسي حاد. و تبين أن الفئران الغزلانية تعمل كمستودع للفيروس . و على الرغم من ندرته ، قد ينتقل الفيروس إذا عض هذا الحيوان الإنسان. لحسن الحظ ، لا ينتشر هذا الفيروس عن طريق الاتصال بين البشر. أما عن الأعراض المبكرة للعدوى فتشمل التعب والحمى وأوجاع العضلات . و تشمل الأعراض المتأخرة – حوالي 4 إلى 10 أيام بعد المرحلة الأولى من المرض – السعال وضيق التنفس. و نظرًا لعدم وجود أجسام مضادة للفيروس لدى الأشخاص ، فإن عدوى الأعراض هي القاعدة ، حيث تبلغ معدلات الوفيات 38٪. لا يوجد حاليا علاج أو لقاح لهذا الفيروس. ومع ذلك ، يمكن تفادي الأسوأ من خلال التشخيص المبكر وتلقي الرعاية الطبية اللازمة ، بما في ذلك العلاج بالأكسجين لأمراض الجهاز التنفسي الحادة.

فيروس التهاب الدماغ الياباني

هذا الفيروس هو السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب الدماغ الفيروسي الوبائي في العديد من بلدان آسيا ، مع ما يقدر بنحو 68000 حالة سريرية سنويًا ، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وتنتقل العدوى بفيروس التهاب الدماغ الياباني في قرابة 24 بلداً في منطقتي جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ ، مما يعرض أكثر من 3 مليارات شخص لخطر الإصابة. تشمل الأعراض الحمى وتيبس الرقبة واضطراب الوعي والصداع والهزات والتشنجات. من سوء الحظ أن معدل الوفاة لهذا المرض مرتفع (30٪) ، وأكثر من ذلك يعاني الناجون (30٪ إلى 50٪) من أعراض عصبية أو نفسية خطيرة. ينتقل هذا المرض إلى البشر عن طريق البعوض المصاب من فصيلة Culex الذي يعيش في حقول الأرز الآسيوية ،و تمثل الطيور المائية والخنازير مستودعات للفيروس. . يوجد لقاح للحماية من هذا الفيروس ، ويوصى بالحماية من البعوض . نظرًا لعدم وجود علاج مضاد للفيروسات حتى الآن للمرضى المصابين ،تتم معالجة الأعراض فقط.

فيروس حمى لاسا

تم اكتشاف هذا الفيروس سنة 1969 في لاسا ، نيجيريا ، ويسبب الحمى النزفية والفشل المتعدد للأعضاء. معدل الوفيات بسبب هذا الفيروس مرتفع (15٪ إلى 50٪). يمكن للعدوى أن تنتشر بدون أعراض. و ينتقل الفيروس بشكل شائع عن طريق التعرض لبول القوارض الصغيرة المصابة في الطعام أو الماء. كما يمكن أن ينتشر المرض أيضًا عن طريق استنشاق الهواء الملوث بإفرازات القوارض المصابة. بالنسبة للعلاجات الممكنة يمكن أن يساعد علاج Ribavirin إذا تم إعطاؤه مبكرًا على الشفاء. علاوة على ذلك ، يمكن أن يكون مصل فرط المناعة المستمدة من الناجين مفيدًا أيضًا، لكن إلى الآن لا يوجد لقاح لهذا الفيروس.

داء الكلب

يتميز داء الكلب بأنه مميت بنسبة 100٪ تقريبًا إذا لم تتم معالجته. تم العثور على الفيروس في أكثر من 150 دولة ومنطقة في العالم. تسبب إصابات داء الكلب عشرات الآلاف من الوفيات على مستوى العالم ، معظمها في أفريقيا وآسيا. فترة الحضانة بشكل عام تكون بين 2 و 3 أشهر ، و تشمل الأعراض الأولية الحمى مع ألم أو وخز أو تنميل في موقع الجرح. عادة ما ينتشر الالتهاب في الدماغ والحبل الشوكي مع انتشار الفيروس في الجهاز العصبي المركزي. بعد ملامسة حيوان مصاب بداء الكلب ، من المهم غسل الجرح بالصابون والماء ، حيث تحدث العدوى عادة عند تعرض الغشاء المخاطي للعاب.
بالإضافة إلى التسبب في معاناة إنسانية هائلة ، فإن تفشي هذه الأوبئة تؤثر بشكل خاص على البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. يمكن أن تصبح العديد من هذه الأمراض المميتة التي تنطوي على إمكانات وبائية حالات طوارئ صحية عالمية في غياب لقاحات فعالة. و بالتالي هناك حاجة ماسة إلى تطوير أدوية مختلفة لمحاربة الفيروسات و لقاحات للوقاية منها.

هذه القائمة من الفيروسات القاتلة مخيفة للغاية ، ولكن هناك أمل في أن يتم القضاء عليها يومًا ما. للتذكير فإن الجدري تم استئصاله في السبعينيات بعد عدة عقود من اكتشاف لقاح للمرض، مع العلم أن في مرحلة ما ، كان معدل الوفيات جراء هذا الفيروس 30٪.

ترجمة و إعداد : أمل دبيش
تدقيق لغوي : ياسين خضراوي

المصادر

1- https://www.mdlinx.com/internal-medicine/article/4534?fbclid=IwAR21h12CJ-xU1Jsr2xgFCOXh-mk7WJL8H5tPD64_7YcsHRUFZzv_CDTm4XM

2- https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S1286457918300388

3- https://dsc.duq.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=1030&context=duquark

ياسين خضراوي

مؤسس مبادرة الباحثون التونسيون منذ 2020، مترجم في عديد المواقع والمنظمات العالمية أمثال: TEDx، UNESCO، ومحرر ومدير في ويكيبيديا العربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى