تاريخ

فيروسات نائمة تحت الجليد بدأت بالإستيقاظ الآن

👁‍🗨 على مرّ التاريخ البشري، توازى وجود الإنسان مع العديد من أنواع الفيروسات و البكتيريا اللتي مثلت و لا زالت تمثل خطرا على صحة الإنسان.

مع بداية تطوير البشرية للمضادات الحيوية، كحلّ ضد الأمراض البكتيرية، إكتسبت هذه الكائنات المجهرية أساليبا جديدة لمقاومة تأثير المضادات الحيوية، في مقابل تطوّرت أساليبنا المناعية ..لكن السؤال المطروح؟ ماذا قد يحدث لو أننا تعرضّنا فجأة لأحد أنواع الفيروسات أو البكتيريا اللتي كانت كامنة منذ آلاف السنين أو تلك اللتي لم نلتقي بيها من قبل؟

يبدو أنّنا على وشك معرفة الإجابة ، فمع تفاقم أزمة الإحتباس الحراري و ما قد يصاحبها من تغييرات مناخيّة في العالم و ذوبان للتربة المتجمدة منذ ألاف السنين قد نكون في قادم السنوات على موعد مع بعض الفيروسات و البكتيريا القديمة اللتي قد تعود للحياة من جديد.

في صيف سنة 2016، في شبه جزيرة يمال السيبيرية على مشارف القطب الشمالي، توفي طفل في سن الإثنى عشر سنة و أدخل ما يقارب العشرون شخصا إلى المستشفى بعد إصابتهم بالجمرة الخبيثة.

إحدى أهم النظريات اللتي فسرت ما حدث أنذاك، ذهبت إلي أنّه قبل 75 عام، توفيت إحدى حيوانات الرنة المصابة، و ضلّت جثتها محاصرة تحت طبقة التربة الصقيعية، حتى حلول موجة الحر التي ضربت المنطقة في صيف 2016، و مع الكشف عن جثة الرنّة، إنطلقت الجمرة الخبيثة المعدية إلي المناطق المجاورة في المياه و التربة و منهم إلي الإمدادات الغذائية..

مع إرتفاع درجات الحرارة عن المعدلات العادية، سوف تذوب كميات أخرى من التربة الصقيعية، ففي الظروف العادية تذوب طبقات هذا النوع من التربة بمعدل 50 سنتيمتر سنويا.و تمثل هذه الطبقات مكان آمنا لحفظ البكتيريا لفترات طويلة قد تتجاوز مليون سنة، و هو ما ينبأ بأن ذوبان الجليد قد يحمل لنا عددا مرعب من الأمراض غير المعهودة.

حسب عالم الأحياء التطوري، جان ميشال كلافري، فإنّ طبقات التربة يمكنها حفظ الفيروسات المسببة للأمراض اللتي يمكن أن تصيب الإنسان و الحيوان، بما في ذلك الأوبئة اللتي أنتشرت في الماضي، فقد تم إكتشاف أجزاء من الحمض النووي الريبي من فيروس الإنفلولنزا الإسبانية في جثث مدفونة في مقابر جماعية في آلاسكا..

و في دراسة لمركز الأبحاث للفيرولوجيا و التكنولوجيا في مدينة نوفوسيبرسك، إكتشف العلماء أجزاءا من الحمض النووي لفيروس الجدري في رفات أناس من العصر الحجري تم العثور عليهم في جنوب سيبريا. و في دراسة أخرى لوكالة ناسا في سنة 2005 ، نجح علماء الوكالة في إحياء البكتيريا اللتي كانت مجمّدة في بركة في آلاسكا لمدة 32000 سنة..

و مع ذلك، لا يمكن لجميع أنواع البكتيريا ، الفيروسات أو الفطريات أن تعود إلي الحياة بعد تجميدها في التربة الصقيعية ، إذ أنّ بعضها يعجز عن المقاومة.

ترجمة و إعداد : فراس اللطيف
تصميم : عبد الرحمان بومجو

المصدر هنا

ياسين خضراوي

مؤسس مبادرة الباحثون التونسيون منذ 2020، مترجم في عديد المواقع والمنظمات العالمية أمثال: TEDx، UNESCO، ومحرر ومدير في ويكيبيديا العربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى